بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد فهذه فائدة في عماد الدين
فبعضهم يترك رفع اليدين عند التحريم (تكبير الإحرام ),وعند الركوع والرفع منه,وبعد القيام من التشهد الأول ربما تجد قسما من هؤلاء التاركين هذه السنة في صلاتهم ,يفعلونها حال كون رفعها من الأخطاء مثل :رفع اليدين في تكبيرات الصلاة على الميت أنظر (أحكام الجنائز وبدعها)ص(116 ) والمحلى (5\128)0 والتكبيرات الزوائد في صلاة العيد 0
وبعضهم يحتج بأحاديث ليس لها أصل ,أو على غير وجهها ,في تركهم رفع اليدين عند الركوع والقيام منه من مثل : (من رفع يديه في الصلاة ,فلا صلاة له )0أخرجه الجو زقاني في الأباطيل 2\12)مرفوعا 0وقال هذا حديث لا أصل له )وفيه المأمون بن أحمد ,كان رجالا من الدجاجلة ,كذابا وضاعا خبيثا 0أنظر السلسلة الضعيفة رقم 568 ومن مثل :قول ابن عمر –رضي الله عنهما -أرأيتم رفعكم أيديكم في الصلاة هكذا ,والله إنها البدعة ,وما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا شيئا قط ,وأومأ حماد إلى ثدييه )0أخرجه الجو زقاني في الأباطيل 2\20 )وابن الجوزي في (العلل)(1\429)واستدل بعضهم على ترك رفع الأيدي عند الركوع ,والرفع منه ,بقوله صلى الله عليه وسلم الصحيح مالي أراكم رافعي أيديكم كأنما أذناب خيل شمس ,اسكنوا في الصلاة )ورده الإمام البخاري ,فقال فإنما كان هذا في التشهد لا في القيام ,كان يسلم بعضهم على بعض فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن رفع الأيدي في التشهد ,ولا يحتج بهذا من له حظ من العلم ,هذا معروف مشهور لا اختلاف فيه )جزء رفع اليدين :مع جلاء العينين 0أنظر لزاما-المجموع 3\403 ) ونيل الأوطار 2\201)
فهو فضل عن ضعف حديث ابن عمر لا يصلح الاحتجاج به في هذا المسألة ,قال ابن حبان وقد تعلق بهذا جماعة ممن ليس الحديث صناعتهم ,فزعموا أن رفع اليدين في الصلاة عند الركوع ,وعند رفع الرأس منه ,بدعة ,و إنما قال ابن عمر أرأيتم رفعكم أيديكم في الدعاء بدعة يعني إلى أذنيه ,ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا -يعني ثدييه – هكذا فسره حماد بن زيد ,وهو ناقل الخبر )ثم ذكر الحديث ,وزاد (والعرب تسمى الصلاة دعاء,فخبر حماد هذا )أراد به الدعاء ,الدليل على صحة ما قلت ,ثم ذكر عن الحسن بن سفيان بسنده عن ابن عمر قال والله ما رفع نبي الله صلى الله عليه وسلم يديه فوق صدره في الدعاء 0جود الحسن بن واقد –أحد رواته – حفظه ,واتى الحديث على جهته ,كما ذكرنا )أنظر المجر وجين (1\186)
ومما يجعل قول ابن حبان متعينا ,أن الثابت عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة ,رفع يديه حذو منكبيه ,وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما أيضا كذلك )أخرجه البخاري ومسلم 0
و البيهقي في السنن :2\26وزاد في روايته (فما زالت تلك صلاته حتى لقي الله )
ورواه من الصحابة نحو خمسين رجلا ,منهم :العشرة المبشرون بالجنة أنظر تفصيل ذلك في فتح الباري (2\220)والمجموع (3\399)
قال البخاري : (قال الحسن وحميد بن هلال :كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أيديهم ,لم يستثني أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دون أحد) أنظر (جزء رفع اليدين (ص26 – مع جلاء العينين )
وقال :ولم يثبت عند أهل النظر ممن أدركنا من أهل الحجاز وأهل العراق منهم :الحميدي ,وابن المديني وابن معين وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ,وهؤلاء أهل العلم من بين أهل زمانهم ,فلم يثبت عند أحد منهم ,علم في ترك رفع الأيدي عن النبي صلى الله عليه وسلم ولأعن أحد من الصحابة ,أنه لم يرفع يديه أنظر (جزء رفع اليدين ص109- 110-مع جلاء العينين )
وقال ابن القيم وأنظر غالى العمل في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة خلفه ,وهم يرفعون أيديهم في الصلاة عند الركوع والرفع منه ,ثم العمل في زمن الصحابة بعد,حتى كان عبد الله بن عمر إذا رأى من لا يرفع حصبة 0وهو عمل كأنه رأى عين ) أنظر أعلام الموقعين 2\376)0
وقال المروزيأجمع علماء الأمصار على مشروعية ذلك إلا أهل الكوفة ) فتح الباري 2\219-220)0
وقال الإمام الشافعي لا يحل لأحد سمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في رفع اليدين في افتتاح الصلاة وعند الركوع والرفع عند الركوع ,أن يترك الاقتداء بفعله صلى الله عليه وسلم )ذكر السبكي في(طبقات الشافعية الكبرى (2\100)وترجمة (أبي إبراهيم )
عن عبد الملك بن سليمان قال: (سألت سعيد بن جبير عن رفع الصلاة ,فقال :هو شيء تزين به صلاتك )أخرجه البخاري في(جزء رفع اليدين :رقم (39)
وقال الكشميري واعلم أن الرفع متواتر إسنادا و عملا ,ولم ينسخ منه ولا حرف )فيض الباري (2\255)ونيل الفرقدين :ص22
فأحرص - عن سنة نبيك - وهي (سنة متواترة) على حد تعبير الإمام الذهبي راجع (سير أعلام النبلاء )(5 \293)- ودع عنك القيل و القال ,وكثرة المراء والجدل ,فقد وصل الخلاف في هذه المسألة عند الهمج الرعاع أن هموا يقتل فاضل من العلماء ,وعالم من الفضلا؛؛
قال ابن العربي المالكي :ولقد كان شيخنا أبو بكر الفهري يرفع عند الركوع ,وعند رفع الرأس منه,فحضر عندي يوما بمحرس ابن الشواء بالثغر ,موضع تدريسي عند صلاة ودخل المسجد من المحرس المذكور ,فتقدم إلى الصف الأول ,وأنا في ومؤخرة قاعد على طاقات البحر أتنسم الريح من شدة الحر ,ومعه في صف واحد أبو ثمنة رئيس البحر وقائده مع نفر أصحابه ,ينتظر الصلاة 0 فلما رفع الشيخ يديه في الركوع وفي رفع الرأس منه ,قال أبو ثمنة لأصحابه :ألا ترون إلى هذا المشرقي ,كيف دخل مسجدنا؟فقوموا إليه فاقتلوه ,وارموا به البحر ,فلا يراكم أحد 0فطار قلبي من بين جوانحي ,وقلت :سبحان الله هذا الطرطرشي,فقيه الوقت "
فقالوا لي :ولم يرفع يديه ؟|
فقلت :كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ,وهو مذهب مالك في رواية أهل المدينة عنه*
,وجعلت أسكنهم وأسكتهم حتى فرغ من صلاته ,وقمت معه إلى المسكن من المحرس ,ورأى تغير وجهي فأنكره ,وسألني ,فأعلمته ,فضحك ,وقال :من أين لي أقتل على سنة ؟
فقلت له :لا يحل لك هذا ,فإنك بين قوم إن قمت بها قاموا عليك,وربما ذهب ذمك ؛
فقال :دع هذا الكلام ,وخذ في غيره 0أنظر أحكام القرآن )(4\1900)ونقلها عنه القرطبي في (تفسير)و الشاطبي في (الإعتصام )
*قال ابن عبد الحكم :
لم يرو أحد عن مالك ترك الرفع فيهما إ لا بن القاسم ,والذي نأخذ به الرفع أنظر (القوانين الفقهية )ص64
والسنة رفع الأيدي ممدودة الأصابع ,لا يفرج بثيها ولا يضمها وكان صلى الله عليه وسلم يجعلها حذو منكبيه ,وربما كان يرفعهما حتى يحاذي بهما فروع أذنيه ,وكان يرفع يديه تارة مع التكبير,وتارة بعد التكبير وتارة قبله
راجع زاد المعاد وشرح النووي في مسلم وتمام المنة وصفه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم والسنة أن يكون باطن الكف في اتجاه القبلة،و لاخلاف في هذا كما نقله الحلبي في (شرح منيه المصلي)
الحمد الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد فهذه فائدة في عماد الدين
فبعضهم يترك رفع اليدين عند التحريم (تكبير الإحرام ),وعند الركوع والرفع منه,وبعد القيام من التشهد الأول ربما تجد قسما من هؤلاء التاركين هذه السنة في صلاتهم ,يفعلونها حال كون رفعها من الأخطاء مثل :رفع اليدين في تكبيرات الصلاة على الميت أنظر (أحكام الجنائز وبدعها)ص(116 ) والمحلى (5\128)0 والتكبيرات الزوائد في صلاة العيد 0
وبعضهم يحتج بأحاديث ليس لها أصل ,أو على غير وجهها ,في تركهم رفع اليدين عند الركوع والقيام منه من مثل : (من رفع يديه في الصلاة ,فلا صلاة له )0أخرجه الجو زقاني في الأباطيل 2\12)مرفوعا 0وقال هذا حديث لا أصل له )وفيه المأمون بن أحمد ,كان رجالا من الدجاجلة ,كذابا وضاعا خبيثا 0أنظر السلسلة الضعيفة رقم 568 ومن مثل :قول ابن عمر –رضي الله عنهما -أرأيتم رفعكم أيديكم في الصلاة هكذا ,والله إنها البدعة ,وما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا شيئا قط ,وأومأ حماد إلى ثدييه )0أخرجه الجو زقاني في الأباطيل 2\20 )وابن الجوزي في (العلل)(1\429)واستدل بعضهم على ترك رفع الأيدي عند الركوع ,والرفع منه ,بقوله صلى الله عليه وسلم الصحيح مالي أراكم رافعي أيديكم كأنما أذناب خيل شمس ,اسكنوا في الصلاة )ورده الإمام البخاري ,فقال فإنما كان هذا في التشهد لا في القيام ,كان يسلم بعضهم على بعض فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن رفع الأيدي في التشهد ,ولا يحتج بهذا من له حظ من العلم ,هذا معروف مشهور لا اختلاف فيه )جزء رفع اليدين :مع جلاء العينين 0أنظر لزاما-المجموع 3\403 ) ونيل الأوطار 2\201)
فهو فضل عن ضعف حديث ابن عمر لا يصلح الاحتجاج به في هذا المسألة ,قال ابن حبان وقد تعلق بهذا جماعة ممن ليس الحديث صناعتهم ,فزعموا أن رفع اليدين في الصلاة عند الركوع ,وعند رفع الرأس منه ,بدعة ,و إنما قال ابن عمر أرأيتم رفعكم أيديكم في الدعاء بدعة يعني إلى أذنيه ,ما زاد رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذا -يعني ثدييه – هكذا فسره حماد بن زيد ,وهو ناقل الخبر )ثم ذكر الحديث ,وزاد (والعرب تسمى الصلاة دعاء,فخبر حماد هذا )أراد به الدعاء ,الدليل على صحة ما قلت ,ثم ذكر عن الحسن بن سفيان بسنده عن ابن عمر قال والله ما رفع نبي الله صلى الله عليه وسلم يديه فوق صدره في الدعاء 0جود الحسن بن واقد –أحد رواته – حفظه ,واتى الحديث على جهته ,كما ذكرنا )أنظر المجر وجين (1\186)
ومما يجعل قول ابن حبان متعينا ,أن الثابت عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة ,رفع يديه حذو منكبيه ,وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما أيضا كذلك )أخرجه البخاري ومسلم 0
و البيهقي في السنن :2\26وزاد في روايته (فما زالت تلك صلاته حتى لقي الله )
ورواه من الصحابة نحو خمسين رجلا ,منهم :العشرة المبشرون بالجنة أنظر تفصيل ذلك في فتح الباري (2\220)والمجموع (3\399)
قال البخاري : (قال الحسن وحميد بن هلال :كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفعون أيديهم ,لم يستثني أحدا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دون أحد) أنظر (جزء رفع اليدين (ص26 – مع جلاء العينين )
وقال :ولم يثبت عند أهل النظر ممن أدركنا من أهل الحجاز وأهل العراق منهم :الحميدي ,وابن المديني وابن معين وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه ,وهؤلاء أهل العلم من بين أهل زمانهم ,فلم يثبت عند أحد منهم ,علم في ترك رفع الأيدي عن النبي صلى الله عليه وسلم ولأعن أحد من الصحابة ,أنه لم يرفع يديه أنظر (جزء رفع اليدين ص109- 110-مع جلاء العينين )
وقال ابن القيم وأنظر غالى العمل في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة خلفه ,وهم يرفعون أيديهم في الصلاة عند الركوع والرفع منه ,ثم العمل في زمن الصحابة بعد,حتى كان عبد الله بن عمر إذا رأى من لا يرفع حصبة 0وهو عمل كأنه رأى عين ) أنظر أعلام الموقعين 2\376)0
وقال المروزيأجمع علماء الأمصار على مشروعية ذلك إلا أهل الكوفة ) فتح الباري 2\219-220)0
وقال الإمام الشافعي لا يحل لأحد سمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في رفع اليدين في افتتاح الصلاة وعند الركوع والرفع عند الركوع ,أن يترك الاقتداء بفعله صلى الله عليه وسلم )ذكر السبكي في(طبقات الشافعية الكبرى (2\100)وترجمة (أبي إبراهيم )
عن عبد الملك بن سليمان قال: (سألت سعيد بن جبير عن رفع الصلاة ,فقال :هو شيء تزين به صلاتك )أخرجه البخاري في(جزء رفع اليدين :رقم (39)
وقال الكشميري واعلم أن الرفع متواتر إسنادا و عملا ,ولم ينسخ منه ولا حرف )فيض الباري (2\255)ونيل الفرقدين :ص22
فأحرص - عن سنة نبيك - وهي (سنة متواترة) على حد تعبير الإمام الذهبي راجع (سير أعلام النبلاء )(5 \293)- ودع عنك القيل و القال ,وكثرة المراء والجدل ,فقد وصل الخلاف في هذه المسألة عند الهمج الرعاع أن هموا يقتل فاضل من العلماء ,وعالم من الفضلا؛؛
قال ابن العربي المالكي :ولقد كان شيخنا أبو بكر الفهري يرفع عند الركوع ,وعند رفع الرأس منه,فحضر عندي يوما بمحرس ابن الشواء بالثغر ,موضع تدريسي عند صلاة ودخل المسجد من المحرس المذكور ,فتقدم إلى الصف الأول ,وأنا في ومؤخرة قاعد على طاقات البحر أتنسم الريح من شدة الحر ,ومعه في صف واحد أبو ثمنة رئيس البحر وقائده مع نفر أصحابه ,ينتظر الصلاة 0 فلما رفع الشيخ يديه في الركوع وفي رفع الرأس منه ,قال أبو ثمنة لأصحابه :ألا ترون إلى هذا المشرقي ,كيف دخل مسجدنا؟فقوموا إليه فاقتلوه ,وارموا به البحر ,فلا يراكم أحد 0فطار قلبي من بين جوانحي ,وقلت :سبحان الله هذا الطرطرشي,فقيه الوقت "
فقالوا لي :ولم يرفع يديه ؟|
فقلت :كذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ,وهو مذهب مالك في رواية أهل المدينة عنه*
,وجعلت أسكنهم وأسكتهم حتى فرغ من صلاته ,وقمت معه إلى المسكن من المحرس ,ورأى تغير وجهي فأنكره ,وسألني ,فأعلمته ,فضحك ,وقال :من أين لي أقتل على سنة ؟
فقلت له :لا يحل لك هذا ,فإنك بين قوم إن قمت بها قاموا عليك,وربما ذهب ذمك ؛
فقال :دع هذا الكلام ,وخذ في غيره 0أنظر أحكام القرآن )(4\1900)ونقلها عنه القرطبي في (تفسير)و الشاطبي في (الإعتصام )
*قال ابن عبد الحكم :
لم يرو أحد عن مالك ترك الرفع فيهما إ لا بن القاسم ,والذي نأخذ به الرفع أنظر (القوانين الفقهية )ص64
والسنة رفع الأيدي ممدودة الأصابع ,لا يفرج بثيها ولا يضمها وكان صلى الله عليه وسلم يجعلها حذو منكبيه ,وربما كان يرفعهما حتى يحاذي بهما فروع أذنيه ,وكان يرفع يديه تارة مع التكبير,وتارة بعد التكبير وتارة قبله
راجع زاد المعاد وشرح النووي في مسلم وتمام المنة وصفه صلاة النبي صلى الله عليه وسلم والسنة أن يكون باطن الكف في اتجاه القبلة،و لاخلاف في هذا كما نقله الحلبي في (شرح منيه المصلي)